سلسلة من الأحداث الغامضة: جثة مشوهة، مكالمات مجهولة في مصلحة حفظ الجثث

 

أنا طبيب تشريح في مشرحة "زينهم" وأردت أن أخبركم اليوم بقصة مرعبة جدًا، وهي واحدة من تلك القصص التي لن أنساها طوال حياتي. بدأت القصة عندما وصلت أربع جثث إلى المشرحة، ثلاثة منهم كانوا أم وأطفالها، بما في ذلك رضيع وشاب وفتاة. كان علي العمل وحدي في تشريح هذه الجثث، لأن مساعدي اضطروا للاستغناء عنهم، وكان ذلك شيئًا عاديًا بالنسبة لي. لقد تعودت على هذا العمل وعاشت حياتي وسط هذه الجثث، وشاهدت الكثير مما لا يمكن لأي شخص تحمل مشاهدته، فقط أقول لكم أنه يوميًا يأتي إلى المشرحة جثث قتلت أو جثث لأشخاص توفوا في حوادث. وكثيرًا ما أرى لحمًا لا يمكن تمييزه من بين الجثث، لكن الجثث الأربعة التي وصلت كانت شيئًا مختلفًا ولا يمكن تحمل مشاهدتها على الإطلاق.

عندما وصلت الجثث الأربعة، ذهبت إلى المشرحة لبدء العمل. كانت الجثث الأربعة على طاولات، وقررت أن أبدأ بجثة الأم. ذهبت إليها وأزالت الغلاف الذي كان يغطيها. كانت الجثة مرعبة جدًا، وكان وجهها أزرق وكانت مغطاة بقماشة حول عنقها، وكان ذلك يدل على أنها توفيت بسبب الاختناق، وكان ذلك واضحًا من ملامح وجهها. كان الشيء الغريب هو الطبقة الخرسانية على جسدها؛ لا أعرف لماذا كانت هناك. ومع ذلك، تجهيزًا لعملية التشريح، قمت بلف الوجه الميت وتركته على جانب الطاولة وبدأت في الاستعداد للعملية. سمعت صوتًا خلفي، فأدارتُ وجهي لأجد أن يد الجثة خرجت من ترابيزة التشريح وحرّكت من مكانها. لبستُ القفازات ونقلتُ اليد الخارجة إلى جانب الجثة وأخبرتُ نفسي أن ذلك أمرٌ طبيعي. عندما انشغلت في تجهيز الأدوات مرةً أخرى، سمعتُ صوتًا يأتي من جانب الجثة، فرأيتُ اليد الثانية تخرج من الترابيزة. فرحتُ وعادت اليدان الميتتان إلى جسد الجثة. بعد بضع مرات، خرجت اليد اليسرى من الترابيزة بشكلٍ مستحيل، فاندهشتُ وفزعت. وفي هذه اللحظة، أدركتُ أن هناك شيئًا يعرقلني عن إكمال عملية التشريح. ربما كان هذا شيءًا خارقًا أو روحًا. مهمًا ما كان الشيء، فإنه يحاول إيصال رسالة ما. كما هو مألوف لدى الأطباء الذين يقومون بعمليات تشريح، يتمتع الأمر بشيء من الغموض، والتفسيرات العلمية قليلة المنافسة. يحاول هذا الأمر أن يثير الرعب والإثارة في الأطباء، بدءًا من تحريك الأطراف الميتة وحتى الأصوات المخيفة والأدوات المتلفةإذا كنت تخاف وتشعر بالضعف أمام المواقف الصعبة، فسوف تتألم للأسف. لذا، يجب أن تكون شجاعًا وتتخلص من الخوف. حاولت أن أتخلص من الخوف، ولكن الأمور التي جاءت بعد ذلك كانت صعبة جدًا لأتحملها.

 

بعدما رأيت الجثة وحركاتها الغريبة، قلت في نفسي إنني شاهدت الكثير من هذه الأشياء في عملي السابق، لذلك لا أخشى من حركة يد أو أي شيء آخر. بدأت التشريح بعد تجهيز الأدوات، ولكن قررت أن أربط رجلي الجثة بقطعة قماش لكي لا تتحرك مرة أخرى. جلبت قطعة قماش بيضاء طويلة وربطت الرجلين ببعضهما بإحكام. بهذه الطريقة، رددت على حركات الجثة بأنني لست خائفًا ولا أنوي التوقف عن التشريح مهما حدث. ولكن الجثة كانت تتصرف بطريقة أخرى، كلما حاولت تشريحها، تنكسر المشرط بدون سبب ويتعطل المنشار والأجهزة الأخرى تتعطل أيضًا، مما جعلني أدرك أن هذه المرأة تتعامل مع الجن والسحر.

لذلك، قررت أن أترك الجثة وأذهب لمراجعة مذكرة النيابة العامة وأفهم ما حدث مع هذه المرأة. وجدت مذكرة تفيد بأن هذه المرأة اسمها هدى وهي مطلقة وزارها أخوها قبل وفاتها ووجد أنها قد أنجبت طفلاً رضيعًا قبل أيام. وعندما رأى الطفل، اعتقد أن أخته أقامت علاقة محرمة وأن الطفل هو ابن حرام، لذلك قام بخنقها انتقاماً لشرفه. وعندما ذهب الابن الأكبر لإبلاغ الشرطة عن الجريمة، كان في حالة هيستيرية ولم يكن متزنًا نفسيًا، وقال للشرطة إن خاله قتل أمه وأخفاها في حفرة مملوءة بالإسمنت في منزله

عندما وصل الابن إلى المنزل ورأى هذا المنظر، خاف على شقيقته وشقيقه الرضيعين، فقرر قتلهم، ثم قرر الانتحار بتناول حبوب سامة، وبالفعل تناولها وتوفي في المستشفى. وعثرت الشرطة على كاميرات مراقبة في المنطقة وشاهدت شقيقه وهو يخرج من المنزل في وقت ارتكاب الجريمة، وبينما كان الابن موجودًا في المنزل قبل الجريمة بثلاث ساعات. وعندما ذهبت الشرطة لاعتقال العم، وجدوه ميتاً.

وبعد قراءة تقرير النيابة، عادت الشرطة إلى الجثة لكتابة تقريرها، ولاحظت أن الأعضاء الداخلية كانت تتعفن في البداية وكانت رائحتها كريهة جداً، ووجدت آثار الخنق على الرقبة، وبينما كانت قوة الضغط التي تم استخدامها في الخنق كبيرة جدًا، فإنها تتجاوز قوة ثلاثة أشخاص، ولكن الأمر الأغرب كان هو الرموز والأوشام المكتوبة باللون الأخضر في جسدها، وكانت هذه الرموز غير مفهومة، وكان هناك جدول صغير يحتوي على أرقام غير منظمة، وقد تم العثور على الجثة بعد 24 ساعة، والأمر الذي أرعب الشرطة هو اختفاء اللحاف الأبيض الذي ربط رجلي الضحية، والذي فكه؟

 

بعد أن وجدت القماشة التي استخدمت لربط قدمي الجثة لكي لا تتحرك مرة أخرى ، اختفت. قلت في نفسي "هناك شيء خاطئ". قررت الاتصال بضابط الشرطة ، الذي كان صديقًا شخصيًا لي ، لأفهم ما يحدث. عندما سألته عن تفاصيل قضية الأربع جثث ، أجاب الضابط قائلاً:

"هناك محل أمام بيت المجني عليهم ، والكاميرات توضح أن الأم دخلت البيت في الساعة 3 عصراً". انقطع الضابط عن الحديث في هذه اللحظة وسألته عن اليوم الذي وقعت فيه الجريمة. أجاب الضابط بأنه وقعت قبل 10 ساعات من الآن. كنت مندهشاً لأنها كانت ميتة لأكثر من 24 ساعة وكان من المستحيل أن تدخل البيت قبل ذلك.

تأكد كلام الضابط أن الأم ظهرت في كاميرا المراقبة منذ 10 ساعات وكان ابنها في البيت وشقيقها وصل بعد ساعة تقريبًا وظهر بوضوح في الكاميرا. وبعد نصف ساعة ، ذهب الابن لشراء شيء من المحل وعاد بعد نصف ساعة ، وخرج العم في نفس الوقت مع الابن لتوصيله إلى سيارته وخرج هو أيضًا بسيارته. وحدث كل ذلك حوالي الساعة الخامسة. ثم ذهب الابن إلى القسم وحدث ما حدث هناك ، حيث توفي انتحارًا بعد تناوله قرصًا سامًا

 لكن كيف يقوم الخال بقتل أخته وفي نفس الوقت يكون ميتًا في شقته؟ تبين الإجابة عن هذا السؤال عندما تعرفنا أن لدى المرأة أخين، أحدهما مسافر خارج مصر منذ 12 عامًا، والآخر هو الذي كان يزورهم. وعندما ذهبنا للقبض عليه في منزله، وجدناه ميتًا ومتعفنًا تمامًا، وكان قد توفي منذ أسبوع على الأقل، وكانت جثته ملتصقة بالأرض ومحاطة بالديدان وتخرج من جسمه حشرات طائرة، ولم يستطع أي شخص لمسه أو الاقتراب منه. انتهيت من المكالمة مع ضابط المباحث، وكنت واثقًا أن القضية لم تنتهِ بعد. وعندما عدت لاستكمال تشريح جثة الأم، فوجئت بأن اليدين والأقدام خارجة عن الترابيزة، وأن الجمجمة كانت منبسطة، وهذا جعل الأمر أكثر رعبًا. فارتديت القفازات واقتربت من الجثة لإكمال عملي، وفي ذلك الوقت وصلني اتصال من ضابط المباحث، وكان يطلب أي معلومات قد تفيدهم في القضية، فأجبت بدهشة أنني تحدثت مع الضابط الآخر وأخبرته بجميع التفاصيل التي لاحظتها في الجثة. عندما عدت لاستكمال تشريح جثة الأم، صدمت لأن الأيدي كانت خارجة من الترابيزة والقدمين أيضًا، والأكثر رعبًا كان أن الجمجمة كانت مكشوفة، مما زاد من بشاعة الموقف. وضعت القفازات واقتربت من الجثة لأكمل عملي، وفي هذه اللحظة تلقيت اتصالًا من ضابط المباحث، وكان يسألني عن أي معلومات قد تفيدهم في القضية. فأجبته بدهشة أنني تحدثت مع الضابط الفلاني وأخبرته بجميع التفاصيل التي لاحظتها في الجثة، لكن الرد الذي تلقيته جعلني أتأكد من مكاني، حيث قال الضابط أن كلامنا لم يتبادل منذ ثلاثة أشهر، فمن كنت أتحدث معه الآن؟!

عندما حدثت ما حدث، صُدمت للغاية. سألني الظابط عن تفاصيل الجريمة، فأخبرته بكل شيء حدث في المكالمة التي كان من المفترض أن تحدث. وبعد الانتهاء من الحديث، أغلقت المكالمة ونظرت إلى هاتفي، ولم أجد أي مكالمة بيني وبين الظابط. وهذا ما جعلني أدرك أن الرسالة التي تم إرسالها إلي هي رسالة من الجثة، وأن هناك شخصًا غير معروف يتواصل معي ويتحكم في الأحداث. فالفكرة تعدت فكرة القرين.

بينما كنت أفكر في هذه الأحداث، سمعت صوت مساعدي وصل. فخرجت لفتح الباب له، وعندما خرجت، رأيت ثلاث قطط سوداء صغيرة وأمامهم قطة سوداء كبيرة بحجم عشر مرات القطة العادية، وكانت عينيها مليئة بالحقد والاستعداد للهجوم. فاستمريت في خطواتي ببطء، وكانت القطة الكبيرة في حالة تأهب، كما لو كانت جاهزة في أي لحظة للانقضاض علي. ثم قررت أن أركلها بقدمي لتبتعد عني، لكنها اختفت فجأة مع القطط الثلاثة.

يتبع... 

هذه القصة ترجمت من اللهجة المصرية الى اللغة العربية الفصحى من طرف تاوريت زكرياء حساب فيسبوك ونقلت من مصدرها محمد مهني حساب فيسبوك للامانة