بسم الله الرحمـــن
الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله الموفي لرسالة الله
المكمل لدينه بلسانه و يديه رحمة الله المهداة و البشرى بالخير و النعم و الجنة و
النذير من عذاب اليم لمن طغى و كذب و استكبر اما بعد :
فلا بد للحق ان يظهر و للباطل ان ينجلي ، و
ان سموم الباطل القت باسبابها على الارض
ففسدت ، و عمت نفس الانسان فصغرت ، فصار الفساد لغة يستعلى بها ، و حضارة استغنى
بها الانسان عن الحضارة ،
فرقصت مساوئ الاخلاق على ركب محاسنه ، و جلت بذلك صلاحا كثيرا .
فرقصت مساوئ الاخلاق على ركب محاسنه ، و جلت بذلك صلاحا كثيرا .
لكن الحق ما يظهر حتى يظهر المصلحون الاوفياء
، ليضحضوا اصحاب الاغراء ، و باذن الله تمحى بهم النقاط السوداء ، و تحل بمشيئة
الرحمان رحمته التي حلت قبل ان نفسد في الارض و لولا ذلك لكنا قوما غاوين هالكين ،
فنسأل الله ان يكفينا شر انفسنا و يرشدنا سبل الصلاح
و ان من الفساد ما صار بيننا نحن الامة
الواحدة بل العشيرة و القبيلة و من غدر فكرنا اننا صرنا بين اهلنا و اصحاب قرابتنا
نتهاوش و نتناوش و يغتب بعضنا بعضا ، و ذلك و الله من فساد الامر و محل الاثم و
كبر المعصية ، فصارت الامة الواحدة – الاسلامية- مفرقة مشرقة مغربة بين هذا و ذاك
و بين احمد و محمد فرق شاسع بل و خصام و حرب و نكد و حزن و آلام فماذا حل بنا ؟
الا يعد احمد اسما مبشرا في التورات و الانجيل فلما يكون محمد غريبا و قذ ذكرا
الاسمين في القرءان ... ليس الفرق فيما اسمينا و انما الفرق فيما اتبعنا و جاهدنا
في تتبعنا ، و لو ابقينا على مصدرنا الوحيد الذي يقيم لنا ديننا و دنيانا ويهدينا
سبيلنا ما أوردنا الفرقة ، و لم نتوقف عند هذا الحد فبعد ان تقاطعت عقائدنا أوصلنا
الحال الى المحال فتضاربت افكارنا و تلاعبت بنا عاطفتنا و شمخت الى الاعالي
اصواتنا الشقية ، و نبعت من هذا كله عداوة الجار لجاره و انبثقت الخديعة و تلونت
انواع الانتقام ، هذا في ما بدر من اهل الدين الواحد و الطائفة الواحدة فبالله
عليك عزيزي القارئ تخيل معي اصحاب الطوائف !
و
ان ما أرقني بعد هذا كله ، بل سلبني نوما هنيئا ، هو ما يفعله الاقارب و الاهل من
خصام و مشاداة ، فاين هي حمية الدم ام انقضت مع عروبة قريش ؟ وجدت ان الاخ يعادي
اخاه فلا تكاد تصلح بينها الا و قد زادت ألسنة اللهب الحارق ، فتأكل الاخضر و
اليابس و تزيد من حر الموقف و سوء المشهد ، فذاك أشد وطأ على القلب و أقسى على
المشاعر و اظلم عمل بين الناس ، نسأل الله ان يجعلنا ممن يصلحونو يبعدنا عن الفساد
و المفسدين .
و اني قد شهدت مواقف عظام و مشاهد اللئام ،
فأرى للصاحب فضلا عن اهل المصحوب ، فاقول في نفسي ما بال الزمان تبدل ؟ أم ما
بالنا تبدلنا ؟ و قد أعلمنا الله عز وجل انه قادر على ان يغير قوما اخرين بنا يحبونه
فأرجو من الله ان يغير فينا انفسنا و أفكارنا فاننا لا نحتاج الا لمن يعيننا على
الذكر و دليل ذلك انه لا يزال في هذه الامو قوم مصلحون .
و
قد اوردت من المساوئ و المفاسد الاجتماعية ما لا يحب العقل ان يشهده ، و لكن ذلك
لم يكن الا لنبين بان رغم كل ما يجول في الدنيا فانه بكل تاكيد يُقابل بما يصلح و
يرشد ، فانظر عزيزي لمن يرشد و لمن يؤمّ و انظر الى شباب همّهم أن يصلحوا بين
الناس و يسعدوا اخرين أشقاهم قهر الحياة و الدنيا .
و
بعد كلامي هذا أصلي و أسلم على خير الخلق محمد صلى الله عليه و على اله و صحبه و
بارك و سلم بعدد النجوم و عدد الذرات و بلورات الغيوم و بعدد العيون و عدد ماكان و
ما يكون و الحمد لله رب العالمين صامع الجهر و ما يخفى رافع الظلمة و مهدي النعمة
له الحمد ما سكن ساكن و ما جال متحرك و ما بلغ بالغ من البدء الى الختم
و
السلام عليكم
0 تعليقات