Hot Posts

6/recent/ticker-posts

كتاب | مقدمة كتاب كشف اللثام و فقط 2015 ~ المفاسد و الفتن



     بسم الله الرحمـــن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله الموفي لرسالة الله المكمل لدينه بلسانه و يديه رحمة الله المهداة و البشرى بالخير و النعم و الجنة و النذير من عذاب اليم لمن طغى و كذب و استكبر اما بعد :
     فلا بد للحق ان يظهر و للباطل ان ينجلي ، و ان سموم الباطل القت باسبابها  على الارض ففسدت ، و عمت نفس الانسان فصغرت ، فصار الفساد لغة يستعلى بها ، و حضارة استغنى بها الانسان عن الحضارة ،
فرقصت مساوئ الاخلاق على ركب محاسنه ، و جلت بذلك صلاحا كثيرا .
   لكن الحق ما يظهر حتى يظهر المصلحون الاوفياء ، ليضحضوا اصحاب الاغراء ، و باذن الله تمحى بهم النقاط السوداء ، و تحل بمشيئة الرحمان رحمته التي حلت قبل ان نفسد في الارض و لولا ذلك لكنا قوما غاوين هالكين ، فنسأل الله ان يكفينا شر انفسنا و يرشدنا سبل الصلاح
   و ان من الفساد ما صار بيننا نحن الامة الواحدة بل العشيرة و القبيلة و من غدر فكرنا اننا صرنا بين اهلنا و اصحاب قرابتنا نتهاوش و نتناوش و يغتب بعضنا بعضا ، و ذلك و الله من فساد الامر و محل الاثم و كبر المعصية ، فصارت الامة الواحدة – الاسلامية- مفرقة مشرقة مغربة بين هذا و ذاك و بين احمد و محمد فرق شاسع بل و خصام و حرب و نكد و حزن و آلام فماذا حل بنا ؟ الا يعد احمد اسما مبشرا في التورات و الانجيل فلما يكون محمد غريبا و قذ ذكرا الاسمين في القرءان ... ليس الفرق فيما اسمينا و انما الفرق فيما اتبعنا و جاهدنا في تتبعنا ، و لو ابقينا على مصدرنا الوحيد الذي يقيم لنا ديننا و دنيانا ويهدينا سبيلنا ما أوردنا الفرقة ، و لم نتوقف عند هذا الحد فبعد ان تقاطعت عقائدنا أوصلنا الحال الى المحال فتضاربت افكارنا و تلاعبت بنا عاطفتنا و شمخت الى الاعالي اصواتنا الشقية ، و نبعت من هذا كله عداوة الجار لجاره و انبثقت الخديعة و تلونت انواع الانتقام ، هذا في ما بدر من اهل الدين الواحد و الطائفة الواحدة فبالله عليك عزيزي القارئ تخيل معي اصحاب الطوائف !
و ان ما أرقني بعد هذا كله ، بل سلبني نوما هنيئا ، هو ما يفعله الاقارب و الاهل من خصام و مشاداة ، فاين هي حمية الدم ام انقضت مع عروبة قريش ؟ وجدت ان الاخ يعادي اخاه فلا تكاد تصلح بينها الا و قد زادت ألسنة اللهب الحارق ، فتأكل الاخضر و اليابس و تزيد من حر الموقف و سوء المشهد ، فذاك أشد وطأ على القلب و أقسى على المشاعر و اظلم عمل بين الناس ، نسأل الله ان يجعلنا ممن يصلحونو يبعدنا عن الفساد و المفسدين .
   و اني قد شهدت مواقف عظام و مشاهد اللئام ، فأرى للصاحب فضلا عن اهل المصحوب ، فاقول في نفسي ما بال الزمان تبدل ؟ أم ما بالنا تبدلنا ؟ و قد أعلمنا الله عز وجل انه قادر على ان يغير قوما اخرين بنا يحبونه فأرجو من الله ان يغير فينا انفسنا و أفكارنا فاننا لا نحتاج الا لمن يعيننا على الذكر و دليل ذلك انه لا يزال في هذه الامو قوم مصلحون .
و قد اوردت من المساوئ و المفاسد الاجتماعية ما لا يحب العقل ان يشهده ، و لكن ذلك لم يكن الا لنبين بان رغم كل ما يجول في الدنيا فانه بكل تاكيد يُقابل بما يصلح و يرشد ، فانظر عزيزي لمن يرشد و لمن يؤمّ و انظر الى شباب همّهم أن يصلحوا بين الناس و يسعدوا اخرين أشقاهم قهر الحياة و الدنيا .
و بعد كلامي هذا أصلي و أسلم على خير الخلق محمد صلى الله عليه و على اله و صحبه و بارك و سلم بعدد النجوم و عدد الذرات و بلورات الغيوم و بعدد العيون و عدد ماكان و ما يكون و الحمد لله رب العالمين صامع الجهر و ما يخفى رافع الظلمة و مهدي النعمة له الحمد ما سكن ساكن و ما جال متحرك و ما بلغ بالغ من البدء الى الختم
و السلام عليكم


إرسال تعليق

0 تعليقات