قال القرطبي: ليس
المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا حتى وصل إلى جرمها ومسها؛ لأنها مع
السماء حول الأرض من غير أن تلتصق بالأرض وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون
الأرض، بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة، بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة
من جهة المغرب ومن جهة المشرق فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة، كما أنا
نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض، ولهذا قال : حَتّىَ إِذَا بَلَغَ
مَطْلِعَ الشّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىَ قَوْمٍ لّمْ نَجْعَل لّهُمْ مّن
دُونِهَا سِتْراً، ولم يُرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم، بل أراد أنهم
أول من تطلع عليهم..وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في
أضواء البيان: قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: أي رأى الشمس تغرب في البحر
المحيط، ومقتضى كلامه أن المراد بالعين في الآية البحر المحيط، والعين تطلق في اللغة
على ينبوع الماء، فاسم العين يصدق على البحر لغة، وكون من على شاطئ المحيط الغربي
يرى الشمس في نظر عينه تسقط في البحر أمر معروف، وعلى هذا التفسير فلا إشكال في
الآية، والعلم عند الله تعالى.وقال السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن
في تفسير كلام المنان: أعطاه الله ما بلغ به مغرب الشمس، حتى رأى الشمس في مرأى
العين كأنها تغرب في عين حمئة أي سوداء، وهذا هو المعتاد لمن كان بينه وبين أفق
الشمس الغربي ماء رآها تغرب في نفس الماء وإن كانت في غاية الارتفاع .وهذه صورة تبين غروب الشمس و قد تراها العين و
كأنها تدخل في الارض
0 تعليقات