الإرْهََاب استخدام العنف أو التهديد به لإثارة الخوف والذعر. يعمل الإرهابيون على قتل الناس أو اختطافهم، كما يقومون بتفجير القنابل واختطاف الطائرات وإشعال النيران وارتكاب غير ذلك من الجرائم الخطيرة. غير أن أهداف الإرهابيين عامة أهداف تختلف عن أهداف المجرمين المعروفين الذين يرتكب معظمهم جريمته بغية الحصول على المال أو غير ذلك من الفوائد الشخصية الأخرى. كما أن معظم الإرهابيين يرتكبون جرائمهم لدعم أهداف سياسية معينة.
الإرهاب قديم قدم المجتمع البشري، ومنه ما ظهر إبان الثورة الفرنسية (1789 - 1799م) حين تَبَنى بعض الثوريين الذين استولوا على السلطة في فرنسا سياسة العنف ضد أعدائهم. وقد عُرفت فترة حكمهم باسم عهد الإرهاب.
مظاهر الإرهاب. يرتكب الإرهابيون أعمالهم الإرهابية لأسباب
مختلفة، فقد يدعم بعض الإرهابيين مذهبًا سياسيًا معينًا (الحكام المستبدون). على
حين أن بعض المنظمات تمثل شعوبًا معينة تطالب بحريتها من حكومة قائمة أو سلطات
احتلال لا تدخل في دائرة المنظمات الإرهابية إذ إنها تناضل من أجل حقها المشروع في
حياة كريمة. ويعمل الديكتاتوريون على استعمال العنف لتخويف مناوئيهم أو للقضاء
عليهم تمامًا. وقد لايزيد أعضاء كثير من المنظمات الإرهابية على عدد قليل من
الأفراد. ويعتقد هؤلاء الإرهابيون أن استعمال العنف، أو التهديد به لإثارة الذعر،
هو أفضل طريقة لكسب الدعاية العامة ولكسب الدعم المناسب لقضاياهم.
وعلى وجه العموم، فإن الإرهابيين يهاجمون الأشخاص الذين يعادون قضيتهم أو
الأهداف التي تمثل تلك المعارضة. وضحايا الإرهابيين بشكل عام هم الدبلوماسيون وكبار
رجال الأعمال والقادة السياسيون والقضاة ورجال الشرطة. كما يهاجم الإرهابيون مصافي
النفط والمباني الحكومية المختلفة. وفي بعض الأحيان، يهاجم الإرهابيون أهدافًا
يعتقدون أنها تثير اهتمام الصحافة والتلفاز، فقد يختطفون الطائرات أو يحتلون مباني
حكومية أو يحتجزون ركاب الطائرة أو الأشخاص الموجودين في المبنى الحكومي رهائن،
ويطلبون تحقيق مطالبهم أو تأييد أهداف منظمات ينتمون إليها. وغالبًا ما يهدد هؤلاء
الإرهابيون بقتل الرهائن الذين يحتجزونهم إن رُفِضَتْ مطالبهم. ويشكل تفجير القنابل
والمتفجرات حوالي نصف الأعمال الإرهابية.وقد يتجاوز العمل الإرهابي حدود البلد الذي ينتمي إليه الإرهابيون، فقد يحدث خلاف في بلد ما وينتج عنه أعمال إرهابية في عدة بلدان أخرى. وقد تدعم بعض الحكومات سرًا بعض الجماعات الإرهابية بتزويدها بالسلاح والتدريب والمال اللازم لتنفيذ هجماتهم الإرهابية التي يقومون بها.
وقد تفشل معظم الجماعات الإرهابية في تحقيق أهدافها السياسية البعيدة المدى، ذلك لأن الحكومات تحارب الإرهاب برفض تنفيذ مطالب الإرهابيين، كما تزيد إجراءات الأمن في المطارات والأهداف الاحتمالية الأخرى. كما تدرب بعض البلدان وحدات عسكرية خاصة لإنقاذ الرهائن الذين قد يحتجزهم الإرهابيون

وبدأت موجة جديدة من الإرهاب في ستينيات القرن العشرين حين ظهرت جماعة الألوية الحمراء في إيطاليا، و زمرة الجيش الأحمر في ألمانيا الغربية. وقد سعت كلتا الجماعتين إلى تخريب الأنظمة السياسية والاقتصادية في بلديهما بقصد تطوير نظام جديد. وقبل قيام دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) عام 1948م، استخدمت بعض الجماعات الإرهابية الصهيونية الإرهاب لإنهاء الانتداب البريطاني عن فلسطين وإنشاء وطن لليهود فيها. ومن أهم هذه الجماعات أو المنظمات أو العصابات الإرهابية الصهيونية: منظمة الهاغانا والهاشومير (فرق الحرس) وفرق العمل والبالماخ (الصاعقة) والأرغون وعصابة شتيرن ومنظمة كاخ

واستخدم الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت الذي تأسس عام 1970م، العنف في قتاله لتحرير أيرلندا الشمالية من الحكم الإنجليزي. وقامت المجموعة الوطنية فالن بتفجير عدد من الأهداف في الولايات المتحدة الأمريكية خلال سبعينيات القرن العشرين. وقد أيدت هذه المجموعة حق استقلال بورتوريكو عن الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1995م، أدين مواطنين أمريكيين لضلوعهما في تفجيرات كبيرة بمدينة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية أدت إلى مقتل 168 مواطناً. وفي عام 2001م، حكم على أحد المتهمين بالإعدام وعلى الآخر بالسجن لمدة 23 سنة.
وفي أكبر هجوم إرهابي انتحاري منسق استهدف أمريكا في عصبها العسكري والسياسي والاقتصادي تم تدمير مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك والمكون من برجين، بالإضافة إلى تدمير أجزاء من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عندما قامت طائرات مدنية مخطوفة بالتوجه والإرتطام بهذه الأماكن صبيحة الثلاثاء 11 سبتمبر 2001م. وقد راح ضحية هذا العمل أكثر من 3000 شخص، وقدرت خسائر الممتلكات والأسهم بمئات المليارات من الدولارات، وتكبدت شركات التأمين والطيران والسياحة خسائر جسيمة.
وجهت الولايات المتحدة الأمريكية الاتهام إلى أسامة ابن لادن وتنظيمه، تنظيم القاعدة، الذي يتخذ من أفغانستان مقراً له، وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية حُكومةَ طالبان بتسليم ابن لادن تمهيداً لمحاكمته. رفضت أفغانستان تسليم ابن لادن لعدم وجود دليل، من وجهة نظر حكومة طالبان، على ضلوعه في الأعمال الإرهابية. وفي السابع من أكتوبر من العام نفسه بدأت الولايات المتحدة يساندها كثير من دول العالم حرباً ضد أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب وأسقطت حكومة طالبان.
0 تعليقات