Hot Posts

6/recent/ticker-posts

‌‌ذكر الجن وأجناسهم وقبائلهم وسئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هل كان في الأرض خلق من خلق الله تعالى قبل آدم يعبدون الله تعالى؟ فقال: نعم خلق الله تعالى

 


‌‌ذكر الجن وأجناسهم وقبائلهم

وسئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هل كان في الأرض خلق من خلق الله تعالى قبل آدم يعبدون الله تعالى؟ فقال: نعم خلق الله تعالى الأرض، وخلق فيها أمماً من الجن يسبحونه ويقدسونه لا يفترون، وكانوا يطيرون إلى السماء، ويلقون الملائكة، ويسلمون عليهم ويتعلمون منهم الخير، ويعلمون منهم بخبر ما يجري في السماء، ثم إن طائفة من الجن تمردوا وعتوا عن أمر الله عزوجل، وبغوا في الأرض بغير الحق، وعلا بعضهم على بعض، حتى سفكوا الدماء، وأظهروا الفساد، وجحدوا الربوبية.
وأقام الآخرون المطيعون على دينهم وعبادتهم وباينوا الذين عتوا عن امر الله، وكان يصعد إلى السموات عنها للطاعة، وخلق الملائكة كما قدمناه ذكره روحانيين ذوي (2) أجنحة يطيرون بها حيث صيرهم الله تعالى، وأسكنهم ما بين اطباق السموات يسبحونه ويقدسونه لا يفترون، حتى اصطفى الله تعالى منهم الملائكة فكان أقربهم منه اسرافيل، ثم ميكائيل ثم جبرائيل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين 

فصل وأما الجن فذكرت الهند والفرس واليونان ولادات الجن وقبائلهم وأسماء ملوكهم، وزعموا أنهم مفترقون على إحدى (1) وعشرين قبيلة، وبعد خمسة آلاف سنة ملكوا عليهم ملكاً منهم، يقال له الملك شمائيل بن أرس جن، ثم افترقوا، فملكوا عليهم خمسة (2) ملوك فأقاموا بذلك دهراً طويلاً، ثم أغار بعض الجن على بعض، وكانت بينهم وقائع كثيرة وحروب شديدة، وكان إبليس منهم، وله أسماء كثيرة باختلاف اللغات غير أن اسمه بالعربية الحارث.
ويكنى أبا مرة.
عظيم الخلق مطيقاً (3) وكان يصعد إلى السماء ويقف في صفوف الملائكة، ويجتهد في العبادة، فلما بغى بعض على بعض، وكانت تلك الحروب بينهم اهبط إلى الأرض في جند من الملائكة فهزمهم وقتلهم، وجعل ملكا على الأرض فتجبر وطغا، وكان امتناعة من السجود لآدم عليه السلام.
كما أنبأنا الله عزوجل في كتابه، فاهبط في أقبح صورة وأشدها (4) تشويها فأنكره جميع قبائل الجن واستوحشوا منه.
فلما رأى ذلك سكن البحر، وجعل له عرشاً على الماء.
ثم جعل له ولادة كما جعلت لآدم عليه السلام.
فألقيت عليه شهوة السفاد (5) وجعل لقاحه كلقاح الطير وبيضه كبيضه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 أخبار الزمان ومن أباده الحدثان، وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران، المؤلف: أبو الحسن على بن الحسين بن على المسعودي (ت ٣٤٦هـ)، ص 33 ~ 34

إرسال تعليق

0 تعليقات